خطاب - كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
حفظه الله و رعاه لإخوانه و أبنائه المواطنين
بتاريخ: 18 نوفمبر 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
"واذكروا نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به"
صدق الله العظيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله تبارك وتعالى على ما تفضل به على وطننا وعلينا من كريم النعم وعلى رأسها نعمة الامن والامان والرخاء والتي تستوجب منا دوما الحمد والشكر والثناء والامتنان.
إخواني وأبنائي ،،،
لقد ساءني وآلمني في ظل ما تشهده المنطقة من احداث وتطورات أن نرى هذا التراشق في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وتبادل الاساءات والاتهامات التي يرفضها ديننا الحنيف وما توارثناه من قيم وتقاليد اهل الكويت الكرام.
نحمد الله بأننا في دولة دستور وقانون ومؤسسات تكفل للجميع حق اللجوء للقضاء في مواجهة شبهات الفساد او التجاوز على المال العام ... وهو قضاء مشهود له بالاستقلالية والنزاهة وموضع تقدير واعتزاز الجميع ... وهو امر يغني عن تبادل الاتهام في ساحة الاعلام بل هو السبيل الاجدى لتحقيق غاية الاصلاح.
وفي هذا الشان نود ان نبين ما يلي:
أولاً: نؤكد حرصنا الدائم على الحفاظ على الاموال العامة والتزامنا بواجب حماية حرمتها ونؤكد كذلك انه لن يفلت من العقاب اي شخص مهما كانت مكانته او صفته تثبت ادانته بجرم الاعتداء على المال العام ... فلا حماية لفاسد ... وسيكون هذا الملف محل متابعتي شخصياَ .
ثانيا ً: ان الكويت دولة مؤسسات وسيادة القانون ينص دستورها على "ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة" وان المتهم برئ حتى تثبت ادانته.
ثالثا ً: لما كان هذا الموضوع الان برمته منظور لدى القضاء فيجب الكف عن تناوله في وسائل الاعلام انتظارا لحكم قضائنا الشامخ المشهود له بالاستقلال والامانة والنزاهة والذي سياخذ طريقة الى التنفيذ الجاد حال صدوره.
رابعاً: ندعو الجميع الى الحكمة والتروي والالتزام بقيم واخلاق مجتمعنا الكويتي الحريص على عدم الاساءة الى سمعة الناس وكرامتهم وعدم اطلاق الاحكام دون دليل او برهان.
واذ نؤكد ايماننا الصادق بحرية الراي والتعبير فان ذلك لا يعني ابداً ان نسمح بما قد يهدد أمن البلاد واستقرارها والدخول في متاهة الفوضى والعبث المدمر وهي تجربة مؤلمة عاشها الشعب الكويتي وعانى مرارتها وقساوتها.
لذا فانني أدعو اخواني وأبنائي المواطنين الى الانتباه الى مصلحة وطننا العزيز وصيانة أمنه واستقراره والوقوف صفا واحداً في وجه من يحاول العبث بأمنه وشق وحدته الوطنية والابتعاد عن افتعال التجمعات التي قد تستغل في غير اهدافها وتقود الى مظاهر الفوضى وتتيح الفرصة لمن يريد بالكويت سوءا وعلينا ان نأخذ العبرة من تجارب الغير.
وختاماً ،،،
فان أمامنا من الاستحقاقات ما يستوجب الاهتمام لتحقيق طموحات المواطنين في الارتقاء بوطنهم وتنميته ولنا وطيد الامل في التشكيل الجديد للحكومة في التصدي لمعالجة قضايانا الجوهرية وكل ما يمس مصالح المواطنين وهمومهم وتحقيق الانجاز المنشود ما يستوجب التعاون الجاد بين مجلس الامة والحكومة والمواطنين مؤسسات وافراداً ... وانني على ثقة تامة بأنكم جميعاً مدركون لخطورة المرحلة التي تعيشها منطقتنا وما تقتضيه من وعي ويقظة وحرص على وحدة الصف والكلمة وتجسيد المسؤولية الوطنية.
مؤكداً ايماني الراسخ بقدرة أهل الكويت على العبور بسفينة العز والخير الى بر الامان وتحقيق المستقبل الزاهر لوطنهم بعون الله وتوفيقه.
نسأل المولى القدير ان يحفظ وطننا ويديم عليه نعمة الامن والاستقرار والرفاه.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،، "ان الظن لا يغني من الحق شيئا والله عليم بما يفعلون."